من هو السفياني , وما هي الحركات والشخصيات التي وردت في فلسفة الظهور للإمام المهدي {عج} .....؟
السفياني من الشخصيات البارزة في حركة ظهور المهدي {ع} وهو العدو اللدود المباشر للإمام , وهو ليس شخص معين بذاته ولكنه عنوان وواجهة للقوى المعادية التي تقف وراءه وتعمل على محاربة الفكر الأمامي خاصة , والفكر الإسلامي عامة . .....وقد نصت الأحاديث الشريفة على أن خروجه من الوعد الإلهي المحتوم ، عن الإمام زين العابدين{ع} :( إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني ). ( البحار : 53/182 ). والأحاديث متواترة فيه بعضها متواتراً بلفظه. فمن هو ..؟.
اسمه ونسبه:................ المتفق عليه بين العلماء أن تسميته السفياني نسبة إلى أبي سفيان لأنه من ذريته. كما يسمى ابن آكلة الأكباد نسبة إلى جدته هند زوجة أبي سفيان التي سميت بذلك لأنها حاولت أن تأكل كبد الحمزة {رض}بعد شهادته في أحد. ....
يقول أمير المؤمنين علي {ع} :( يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس. وهو رجل ربعة ( أي مربوع ) وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري ، إذا رأيته حسبته أعور. اسمه عثمان وأبوه عيينة ( عنبسة ) ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها ) .. في حديث آخر أنه من ولد عتبة بن أبي سفيان ,أولاد أبي سفيان خمسة : عتبة ومعاوية ويزيد وعنبسة وحنظله.
ولكن ورد في إحدى رسائل أمير المؤمنين عليه السلام الى معاوية النص على أنه من أبناء معاوية ، جاء فيها : ( وإن رجلاً من ولدك مشومٌ ملعون ، جلفٌ جاف ، منكوسُ القلب ، فظٌّ غليظ ، قد نزع الله من قلبه الرحمة والرأفة ، أخواله كلب ، كأني أنظر إليه ، ولو شئت لسميته ووصفته وابن كم هو ، يبعث جيشاً إلى المدينة فيدخلونها فيسرفون في القتل والفواحش ، ويهرب منهم رجل زكي نقي ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وإني لأعرف اسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته ).
في مخطوطة ابن حماد ص 75 عن الإمام الباقر{ع} أنه : ( من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان ). يعني ابن عم المشار أليه .. المهم هو من ذرية معاوية بن أبي سفيان ، المشهور عند علماء السنة أن اسمه عبد الله ، وفي مخطوطة ابن حماد ص 74 أن اسمه ( عبد الله بن يزيد ) وقد ورد أن اسمه عبد الله في رواية في بحار الأنوار ج 53/208 - ولكن المشهور أن اسمه عثمان كما ذكرنا. ...
ما هي صفته النفسية , ومستوى تفكيره العقائدي ...؟
يتفق رواة الأحاديث على نفاقه وسوء سيرته ، ومعاداته لله تعالى ورسوله {ص} وللائمة ومن يتبعهم ..! والأحاديث التي رواها الجميع عن شخصيته وأعماله متشابهة ومتقاربة.... ذكر ابن حماد في مخطوطته قال : ( السفياني شر ملك ، يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم. يستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله ) ، وفي ص 80 منه قال : ( يقتل السفياني من عصاه ، وينشرهم بالمناشير ، ويطبخهم بالقدور ) وفي ص 84 عن ابن عباس قال : ( يخرج السفياني فيقاتل ، حتى يبقر بطون النساء ويغلي الأطفال في المراجل ) أي القدور الكبيرة!
يقول الإمام الباقر {ع} : ( إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس. أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة. يقول يا رب ثأري والنار ) ــــــــــــــــــــــــ هذه روايات من الفريقين عنه ..
أما أبرز صفاته التي تذكرها ألأحاديث ، حقده على أهل البيت{ع} , يظهر منها دوره السياسي هو إثارة الفتنة المذهبية بين المسلمين وتحريك السنة على الشيعة تحت شعار{ نصرة التسنن}. ويرفع شعار أن يقتل من يسميهم عميلاً لأئمة الكفر الغربيين واليهود.
يقول الإمام الصادق{ع}:( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله. قلنا صدق الله وقالوا كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله {ص} وقاتل معاوية علياً {ع} ..وقتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي{ع} والسفياني يقاتل القائم الحجة المنتظر{عج} . وعنه {ع} قال : ( كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه : من جاء برأس ( من ) شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم! أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا ، وكأني أنظر إلى صاحب البرقع! قلت : من صاحب البرقع؟ قال : رجل منكم يقول بقولكم ، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلاً رجلاً أما إنه لا يكون إلا ابن بغي )اذن السفياني مدرسة وتوجه وليس فرد وشخص معين .. والسفياني فكرة يحملها المعادون لمدرسة التشيع والتسنن .. لان الذين يقتلون كما يسمونهم أما شيعي أو عميل كما يقولون, اذكر نصا من مخطوطة ابن حماد ص 82 : ( وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان ، فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة ، ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي ). وقد ذكرت بعض الأحاديث أن رايته حمراء ، وهي ترمز إلى سياسته الدموية ، كما في البحار : ج52/273 ، عن أمير المؤمنين{ع} قال : ( ولذلك آيات وعلامات .. وخروج السفياني براية حمراء ، أميرها رجل من بني كلب ). .... هذه الاحاديث تبين انه ليس رجل معين , بل هو نتاج مدارس ودراسات وخطط وضعت الان تستمد فكرها من تاريخ بني سفيان , حربا لا هوادة فيها للإسلام , لأنه دين الحق ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما هي ثقافته وولاؤه السياسي ...؟
كل الأحاديث تقول أنه غربي الثقافة والتعليم ، ولعل نشأته هناك أيضاً ، ففي غيبة الطوسي ص 278 عن بشر بن غالب مرسلاً قال : ( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب. وهو صاحب القوم ) أي مسيحياً بعد أن كان أصله مسلماً. وتعبير : ( يقبل من بلاد الروم ) يعني من بلاد الشام يقوم بحركته. هذا من جهة ثقافته ومنبعه .. اما ولاءه وتوجهه ..تدل ألروايات أن ولاءه السياسي للغربيين واليهود ، أنه يقاتل المهدي{ع} الذي هو عدو الفكر الغربي ، ويقاتل الترك أو إخوان الترك الذين يحتمل أن يكونوا الروس.
ـــــــ ما أهمية الثقافة والولاء لدى السفياني .. وما علاقتنا بثقافته .. الجواب :.. االسفياني ومن لف لفه لهم موقف من حركة الإمام المهدي {عج} .. فقد ورد انه يلجأ أثناء الحرب مع اليهود لو ظهر الإمام {ع} فانه يلجأ إلى فلسطين , وهي دويلة إسرائيل حاليا ,فيكون جيش السفياني خط الدفاع الأمامي عن اليهود والروم ، لأن الأحاديث الشريفة تتحدث عن انهزام اليهود بهزيمته. أي هزيمة السفياني ..كما يدل على ولائه للغربيين أن جماعته بعد هزيمته وقتله ، يهربون إلى الروم مع من يهرب من اليهود فيصطحبونهم معهم ..ثم يسترجعهم أصحاب المهدي عليه السلام ويقتلونهم.
فعن ابن خليل الأزدي قال : ( سمعت أبا جعفر{ع} يقول في قوله تعالى : فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ.} قال : إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم ، فيقول لهم الروم لا ندخلكم حتى تنصَّروا ، فيعلقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم. فإذا بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح ، فيقول أصحاب القائم : لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا. قال فيدفعونهم إليهم. ( البحار : 52/377 ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بودي أن أناقش هذا الموضوع من ناحية دينية .. لماذا يعطي هؤلاء أنفسهم طابع الحركة الدينية ..؟ الجواب لان المد الإسلامي يتعاظم قرب ظهور المهدي {ع} , بعد أن يفقد الناس أملهم بجميع الحلول المطروحة من تيارات ماركسية وعلمانية ورأسمالية , يتعلق الناس بكل طبقاتهم بالفكر الإسلامي , وتتوسع القاعدة الإسلامية , فيحاول المسيطرون على سياسة العالم تشويه الدين ومعالمه , وإظهاره بأنه يدعو للقتل وسفك الدماء , {وان تلك الأفكار الماسونية والشيوعية والعلمانية حمامة سلام } فتكون الصورة غير واضحة لدى الغرب وحتى الشرق , في وقت أن حركته خطة استكبارية يهودية لمواجهة المد الإسلامي.
المتتبع لأخبار السفياني يجد الأدلة والإشارات على محاولته هذه. منها ، ما في مخطوطة ابن حماد ص 75 أن السفياني : ( شديد الصفرة به أثر العبادة ) ، مما يعني أنه يظهر بمظهر المتدين ، وقد يستشكل في وجه الجمع فيختلط الحابل بالنابل , وديدنه إعلان حب محمد {ص} والتظاهر بالصلاة ..
يدك الحديث في مخطوطة ابن حماد ص 76 : ( يقتل العلماء وأهل الفضل ويفتنهم ، ويستعين بهم ، فمن أبى عليه قتله ) ولكنه يحرص على إعطاء الطابع الإسلامي لحركته والشرعية لحكمه ، ويجبر العلماء على ذلك. ... والان نرى هذه الفتنة واضحة لدى المحسوبين على العلماء يفتون بقتل المسلمين ..
الحوادث التي تقع في حركة السفياني :ـــــــــــــــــــــ كل الأحاديث تدل على وقوع تلك الفتنة , فالوضع العالمي تصل فيه درجة الصراع بين الدول إلى حد الحرب ،{ حد الحرب ولا تقول تقع حرب} ووضع بلاد الشام الذي تمخضه فتنة فلسطين مخض ( الماء في القربة ) ويعاني من الضعف والانقسام والتوتر. وربما ما نراه الآن في بلاد الشام من إرهاصات هذه العلامات ...
فيبادرون إلى اختيار زعيم قوي يستطيع أن يخضع المنطقة المحيطة بإسرائيل لسيطرته إخضاعا كاملاً ، ويقوم بدوره في تقوية خط الدفاع عن إسرائيل والغرب ، ويطلقون يده في غزو العراق واحتلاله من أجل إيقاف الخطر عليهم. كما يطلقون يده في إسناد حكومة الحجاز الضعيفة والقضاء على الحركة المهدوية الجديدة حركة الإمام المهدي {عج} في مكة المكرمة. هذه الحوادث التي تذكرها الأحاديث أو تشير إليها ، تساعد على فهم السرعة والعنف اللذين تتحدث عنهما روايات السفياني. فعن الإمام الصادق{ع}قال : ( السفياني من المحتوم ، وخروجه من أوله إلى آخره خمسة عشر شهراً. ستة أشهر يقاتل فيها. فإذا ملك الكور الخمس ، ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوماً ). ( البحار :ج 52/248 ). { والكور الخمس هي دمشق والأردن وحمص وحلب وقنسرين} ، التي كانت مراكز لحكم منطقة سوريا زمن الاموين . وقد نصت الأحاديث على دخول الأردن فيها. أما لبنان فقد كان جزءً من بلاد الشام وتابعاً لكورها الخمس ، فلا يبعد شمول حكم السفياني له. ولكن بعض الروايات تستثني من حكم السفياني طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه ، كما سيأتي ، قد يكون أهل لبنان منهم.
وتحدد الأحاديث وقت حركته بأنه يكون في شهر رجب ، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( ومن المحتوم خروج السفياني في رجب ). ( البحار : 52/249 ). وهذا يعني أن خروجه يكون قبل ظهور المهدي عليه السلام بنحو ستة أشهر ، لأنه يظهر في مكة في ليلة العاشر أو يوم العاشر من محرم من تلك ( السنة ). ويعني أيضاً أن سيطرة السفياني على منطقة بلاد الشام تتم قبل ظهور المهدي{ع} ، الأمر الذي يمكنه من إرسال جيشه إلى العراق ، ثم إلى الحجاز للقضاء بزعمه على أنصار المهدي وحركته.
وعلى هذا ، تكون مراحل حركة السفياني ثلاثة :
مرحلة تثبيت سلطته في الستة أشهره الأولى.
ثم مرحلة غزوه ومعاركه في العراق والحجاز.
ثم مرحلة تراجعه عن التوسع في العراق والحجاز ، ودفاعه أمام زحف الإمام وجيشه عما يبقى في يده من بلاد الشام ، وعن إسرائيل والقدس.
بداية حركته :... تتفق الروايات على أن السفياني يبدأ حركته من خارج دمشق من منطقة حوران أو درعا على الحدود السورية الأردنية. وقد سمت الروايات منطقة خروجه بالوادي اليابس والأسود. عن أمير المؤمنين{ع} قال : ( يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري. إذا رأيته حسبته أعور. اسمه عثمان وأبوه عنبسة ( عيينة ) وهو من ولد أبي سفيان. حتى يأتي أرض قرار ومعين فيستوي على منبرها ). ( البحار : 52/205 ). وقد ورد في تفسير الربوة ذات القرار والمعين المذكورة في القرآن الكريم ، أنها دمشق.
والأحاديث كلها تتفق على أن حركته سريعة وعنيفة ، وأن شدة بطشه أمرٌ معروفٌ للرواة الشيعة ، حتى أن أحدهم يسأل الإمام الصادق{ع} عما يفعله الشيعة إذا خرج ،سال احدهم الصادق {ع} كيف نصنع إذا خرج السفياني ؟ قال : تغيب الرجال وجوهها منه. وليس على العيال بأس. فإذا ظهر على الأكوار الخمس ، يعني كور الشام فانفروا إلى صاحبكم ) ( البحار : 52/272 )
معركة قرقيسيا ....قرقيسيا ، مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية الواقعة عند الحدود السورية العراقية التركية. وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها ، وبعضها لم تحدد وقتها ، وبعضها حددتها بأنها بين بني العباس وبني أمية ، وبعضها ربطتها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي{ع} ، وبعضها ذكرت أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ويقع الخلاف عليه بين السفياني والأتراك ..
ــــــــــــ في الاختصاص للشيخ المفيد ص 255 : عن جابر الجعفي قال : قال لي أبو جعفر{ع} : يا جابر ألزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها : أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب .. وأول أرض تخرب هي ارض الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لا يكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً. .. وقرقيسيا هي (قرية البصيرة حاليا) قرية سورية صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. وهي اليوم أطلال أثرية قرب مدينة دير الزور السورية..
بعدها تأتي رايات من ناحية خراسان { أي من جهة إيران } تطوى المنازل طياً .. معهم نفر من أصحاب الإمام المنتظر {عج} ، ويخرج رجل من موالي أهل الكوفة, فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة ويبعث السفياني جيشا إلى المدينة .. عندها يظهر إمامنا المهدي {ع} في مكة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة ، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران {ع} ، وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة ، يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب ، وفيهم نزلت هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ) قال : والقائم يومئذ بمكة ، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيراً به ينادي : يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد ... الخ.
هذه رواية غير مرفوعة في كتاب الفتن لابن حماد : وفيها مشاركة مصر مع السفياني! قال في ص 170 : ( عن أرطاة قال : إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طائفة من غربي مسجدها رفع بالشام ثلاث رايات الأبقع والأصهب والسفياني ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم ).
عن النبي{ص} قال : ( ينحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة ، فيقتل عليه من كل تسعة سبعة. فإن أدركتموه فلا تقربوه ). وجاء ايظا : ( الفتنة الرابعة, ثمانية عشر عاماً ، ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب ، تنكب عليه الأمة فيقتل من كل تسعة سبعة ). وقد اطاعت على اراء بعض المحللين لهذه الحوادث , فقطعوا ان جبل الذهب هي الاموال الكثيرة التي تكون في الأرض ولا يستبعد انها النفط الذي تتمتع به المنطقة , وهو سبب كل فتنة ...
حتى جهات القتال والزعامات التي وردت في كتب الملاحم والفتن , اسم الأصهب والابقع اضافة الى السفياني واليماني , والأصهب اسم من أسماء الأسد , ولا نعني به اسم الرئيس السوري الآن , بل هو اسم لشخصية قوية يمثلها الحديث بالأسد ..
أما الابقع .. الروايات ساكتة عن تحديد مدة قتال الأبقع والأصهب، ولكن يبدو أن المعارك في الشام لا تبتدئ مباشرة بين الأصهب والأبقع، ولكن ما من شك أنها تشير إلى أن المعركة تكون شدّتها من بعد الدمار والتفجير الذي سيلحق بدمشق،...وأن السفياني سيظهر في رجب الذي سيلي التفجير والدمار ، فإن من الممكن وقتها أن نقول بأن شدة المعارك ستبقى لأشهر قليلة بين الاثنين، علما أن الروايات لا تتحدث عن صراع الأبقع والأصهب قبل التفجير، مع أنها تتحدث عن الخراب في الشام قبل ذلك القتال .
أما الحديث عن الأبقع ووصفه بالمصري فهو غريب عن حديث أهل البيت عليهم السلام، وإنما هو من روايات الملاحم والفتن التي نقلها عن كتاب الفتن لنعيم بن حماد والذي ذكر ذلك في غير موضع من كتابه،... ولذلك لا تعويل عليها، ولا أجد أي دخلة للحدث المصري بما يجري في الشام، والروايات الخاصة بنا لا تشير إلى أي تدخل مصري بأحداث الشام.... وهذا مهم حتى لا يحصل الخلط ....
يقول البعض الآن أن الأصهب هو بشار الأسد الرئيس السوري ، هذا اجتهاد خاص وإسقاط مبكر ومحاولة جر الفكرة لشخصيات ضمن الصراع السياسي الآن .. باعتبار الروايات تخص شخصيات معاصرة، وهو ما أجد أنه دقيق ولا إجماع عليه ..ولا طائل منه في يومنا هذا، ولا دليل عليه إطلاقا من دون مجيء العلامات الأساسية الأخرى التي تؤذن لنا بإسقاط الروايات على الشخصيات، وقبلها فإن ذلك مجرد تخمينات وظنون دون إثبات علميتها من قبل الفقهاء المحققين ....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الإمام الباقر {ع} قال: ( فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون على ثلاث رايات: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني). (البحار:52/212) . ويبدو أن هذا الزعيم الأبقع أي المبقع الوجه يكون في العاصمة، لأن الرواية تذكر أن ثورة الأصهب تكون من خارج العاصمة أو المركز ، فيثور عليه الأصهب فلا يستطيع أحدهما أن يحقق نصراً حاسماً على الآخر، فيستغل السفياني هذه الفرصة ويقوم بثورته من خارج العاصمة أيضاً فيكتسحهما معاً. ومن المحتمل أن يكون الأصهب غير مسلم ، لأن بعض الأحاديث وصفته بالعلج ، وهو وصف للكفار عادة . كما يبدو أن المرواني الذي ورد ذكره في مصادر الدرجة الأولى ، مثل غيبة النعماني ، هو الأبقع نفسه ، وليس زعيماً منافساً للسفياني . أما الاتجاه السياسي للأبقع والأصهب فيظهر من أحاديث ذمها أنهما معاديان للإسلام ومواليان لأعدائه من القوى الكافرة . ...............وعلى هذا، يكون معنى اختلاف رمحين في بلاد الشام الوارد في الأحاديث هو اختلاف زعيمين يمثلان اتجاهين متنازعين ، فقد جاء في الحديث المتقدم عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال الجابر الجعفي رحمه الله :
(إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكره لك: اختلاف بني فلان ، ومناد ينادي في السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفرج ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية. وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة. وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة . فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب ، فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني) . والمقصود باختلاف بني فلان كما ستعرف في حركة الظهور ، اختلاف أسرة حاكمة في الحجاز أو غيره ، يظهر على أثره المهدي عليه السلام . والصوت الذي يجئ من ناحية دمشق لا بد أن يكون صوت الفتنة وبداية الأحداث ، وليس النداء السماوي الموعود في شهر رمضان .ـــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ في رواية أخرى ( ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويتبعها هرج الروم ) .( البحار:52/237) ، فقد عبر عنهم من ناحية الترك ، فيحتمل أن يكونوا أتراكاً ويحتمل أن يكونوا أقواماً أخرى كالروس والشيشان ودول الاتحاد السوفيتي المنحل وأوربا يجيئون من جهة الترك .
يبقى أن نشير إلى رواية وصفت الرايات الثلاث التي تختلف في بلاد الشام بأنها راية حسنية وراية أموية وراية قيسية ، وأن السفياني يأتي فيقضي عليها . فقد رواها في البحار عن الإمام الصادق عليه السلام قال:
( يا سدير إلزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك . .... قلت: جعلت فداك ، هل قبل ذلك شئ ؟ قال: نعم ، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام وقال: ثلاث رايات ، راية حسنية ، وراية أموية ، وراية قيسية . فبينما هم على ذلك إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ، ما رأيت مثله قط) .
{دخول جيش السفياني الى العراق}...........
تؤكد الروايات أن السفياني بعد معركة قرقيسيا { دير الزور} يوجه جيشه إلى العراق ، عن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون ، يقتله السفياني ومن معه ، ويقتل الأصهب ، ثم لا يكون له همة إلا الإقبال نحو العراق ، ويمر جيشه بقرقيسيا فيقتتلون بها فيقتل من الجبارين مئة ألف ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً ) ( البحار : 52/237 )
وفي مخطوطة ابن حماد ص 87 عن علي {ع} قال : ( إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة ، بعث في طلب أهل خراسان. ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ).
وعن جابر الجعفي قال سألت أبا جعفر{ع} عن السفياني فقال : ( وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني ، يخرج بأرض كوفان.. ينبع كما ينبع الماء ، فيقتل وفدكم. فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم ). ( البحار : 52/250 ). ...... اسم الشيصبان في اللغة اسم من أسماء الشيطان. وهو في أحاديث أهل البيت عليهم السلام كناية عن رجل من أعدائهم سئ أو مغمور. .....
عن الإمام الباقر{ع} قال : ( لابد لبني فلان أن يملكوا.فإذا ملكوا ثم اختلفوا , تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان : هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً ). ( البحار : 52/231 ) { هذا حديث واضح لا لبس فيه }...
والمقصود ببني فلان هنا قد يكون أسرة آخر حاكم في العراق قبل الإمام المهدي {ع} ...!ــــــــــــــــــــ
وتصف الروايات في مصادر الطرفين أعمال جيش السفياني الفظيعة في العراق ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام ، وبعضها محل شك بسبب سندها أو متنها ، أو لأنها إخبار عن أحداث سابقة لا علاقة لها بخروج السفياني وظهور الإمام المهدي عليه السلام. وهذه نماذج منها :
عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( كأني بالسفياني ( أو بصاحب السفياني ) قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ، فنادى مناديه : من جاء برأس ( من ) شيعة علي فله ألف درهم. فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم. أما إن إمارتكم لا تكون يومئذ إلا لأولاد البغايا. وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ، قلت : ومن صاحب البرقع؟فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع ... فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه ، فيغمز بكم رجلا رجلا. أما إنه لا يكون إلا ابن بغي ) ( البحار : 52/215 ).
وفي لوائح الأنوار البهية للسفاريني الحنبلي : ( يقاتل الترك فيظهر عليهم ثم يفسد في الأرض ، ويدخل الزوراء فيقتل من أهلها ).
فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات سود من قبل خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم ) ( البحار : 52/238 ).
وفي مخطوطة ابن حماد ص 84 : ( يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام ، ويقتل من أهلها ستين ألفاً ، ثم يمكث فيها ثمانية عشرة ليلة. وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء ، فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون. ويخرج قوم من سواد الكوفة ليس معهم سلاح إلا قليل منهم ، ومنهم نفر من أهل البصرة فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة. وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي ). وتصف الرواية التالية المنسوبة لأمير المؤمنين عليه السلام جانباً من احتلال جيش السفياني للعراق ، متزامناً مع فتنة غربية وما يشبه حرباً عالمية ، ودخول قوات الخراسانيين الممهدة للمهدي عليه السلام إلى العراق ، ويبدو أنها تجميع لبعض الرواة من نصوص متعددة في الموضوع.
وهناك روايات وعلامات : أولهن حصار الكوفة بالرصد والخندق ، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة ، وتعطيل المساجد أربعين ليلة. وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدى ، القاتل والمقتول في النار. وقتل كثير وموت ذريع ، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين. والمذبوح بين الركن والمقام. وقتل الأسبغ المظفر صبراً في بيعة الأصنام ، مع كثير من شياطين الإنس.
وتقبل رايات ( من ) شرق الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد {ص} ، يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر ، يسير الرعب أمامها شهراً. ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوادث كثيرة تشير إلى أن حربا عالمية تقع رغم ان البعض غير مشترك بها بالرجال ولكن بالمال والدعم الإعلامي ..وما يهمني الآن أن استعرض بعض الحوادث السياسية والعسكرية في المنطقة العربية والإسلامية..................منها حادثة زحف جيش السفياني إلى الحجاز ( جيش الخسف )
شاء الله إلى حالة الصراع السياسي التي تحدث في الحجاز ، على أثر مقتل حاكمه عبد الله ، وعدم اتفاقهم على حاكم بعده ، وصراع القبائل الحجازية على السلطة ، الأمر الذي يضعف حكومة الحجاز ، ويسمح للإمام للمهدي عليه السلام أن يبدأ حركته في مكة ويحررها ، ويحكم سيطرته عليها.
ففي هذه المرحلة ، وعندما ترى حكومة الحجاز عجزها عن القضاء على حركة الإمام المهدي عليه السلام ، تقوم هي أو معها الدول الكبرى بتكليف السفياني بهذه المهمة ، فيوجه السفياني قواته إلى المدينة المنورة ثم إلى مكة المكرمة ، عندها يعلن الإمام المهدي عليه السلام للمسلمين وللعالم بأنه ينتظر المعجزة الموعودة على لسان النبي {ص} وهي الخسف بجيش السفياني بالبيداء قرب مكة ، وأنه بعد هذه المعجزة يتابع حركته المقدسة.
تذكر بعض الأحاديث أن استدعاء قوات السفياني إلى الحجاز ، والحرمين خاصة ، يكون قبل بدء حركة ظهور الإمام المهدي{ع} ، وأن جيش السفياني يدخل المدينة المنورة بحثاً عنه وعن أنصاره ويرتكب الجرائم ، والإمام {ع} يكون عند ذاك في المدينة فيخرج منها إلى مكة على سنة موسى{ع} خائفاً يترقب ، ثم يأذن الله له بالظهور. تصف الأحاديث في مصادر الشيعة والسنة دخول جيش السفياني إلى المدينة المنورة عن طريق العراق والشام بأنه دخول كاسح ، لايجد أمامه مقاومة ، وأنه يستعمل مع أنصار المهدي وشيعة أهل البيت عليهم السلام نفس طريقته في العراق في القتل والإبادة للكبير والصغير والرجال والنساء!
بل يبدو أن بطشه في المدينة يكون أشد ...
في مخطوطة ابن حماد ص 88 ، عن ابن شهاب قال : ( يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله يأمره بالسير إلى الحجاز ، فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش ، فيقتل منهم ومن الأنصار اهل البيت أربع مائة رجل ، ويبقر البطون ، ويقتل الولدان ، ويقتل أخوين من قريش رجل وأخته يقال لهما فاطمة ومحمد ، ويصلبهما على باب مسجد المدينة ). وتذكر روايات أخرى أن هذا السيد وأخته هم أبناء عم النفس الزكية الذي يرسله الإمام {ع} إلى مكة فيقتلونه بالمسجد الحرام قبل ظهوره {ع} بخمسة عشر ليلة...
عن الإمام الباقر{ع} قال : ( ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد{ص} وشيعتهم ، فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد{ص} قتلاً وصلباً. ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك منهم أحد إلا أخذ وحبس ، ويخرج الجيش في طلب الإمام {ع} فيخرج الإمام منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى فيقدم مكة ). وفي الروايات أنه يأتي المدينة بجيش جرار. وأن أهل المدينة يخرجون منها أمام حملة السفياني.
ويبدو أن المنصور الذي يخرج مع المهدي عليه السلام هو النفس الزكية محمد ، وهو من أصحاب المهدي عليه السلام ، وهو الذي يرسله إلى المسجد الحرام ليبلغ رسالته فيقتلونه ، ويحتمل أن يكون غيره.
ولا تذكر الأحاديث أماكن أخرى من الحجاز تدخلها قواته غير المدينة ، ثم محاولة دخولها مكة. ويبدو أن مدة احتلاله للمدينة لاتطول حتى يرسل جيشه كله أو معظمه إلى مكة فتقع فيه الآية الموعودة ، ويخسف بهم جميعاً تقريباً قبيل مكة. ...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بداية تراجع السفياني
بعد معجزة الخسف بجيشه في طريق مكة ، يبدأ نجم السفياني بالنزول ، بينما يأخذ نجم المهدي{ع} بالصعود ولا تذكر الأحاديث دوراً عسكرياً للسفياني في الحجاز بعد حادثة الخسف بقواته ، مما يشير إلى أنها تكون القاضية على دوره في الحجاز.
معركة الأهواز :..... العراق يدخل تحت حكم المهدي {ع} وأنصاره ، بعد هزيمة قوات السفياني على يد الممهدين الإيرانيين واليمانيين ، وتكون هزيمة السفياني في الحجاز بطريق المعجزة عاملاً مساعداً لتحكيم سيطرة أنصار المهدي على العراق ، لان قوات الممهدين تستقر في العراق بعد أن تهزم قوات السفياني وتبعث ببيعتها إلى الإمام المهدي عليه السلام في الحجاز. يقول الإمام الباقر{ع} : ( تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان في الكوفة. فإذا ظهر المهدي بعثت إليه بالبيعة ).
توجد روايات تتحدث عن معارك لقوات السفياني في العراق تخوضها هذه المرة مع القوة الموحدة للإمام المهدي {ع} حيث يعين الإمام شعيب بن صالح قائد قوات الإيرانيين.. قائداً عاماً لقواته المتكونة في معظمها من الإيرانيين واليمانيين ، والبلاد الأخرى. وتنفرد بعض الروايات بذكر معركة باب إصطخر ، وتصفها بأنها ملحمة بين قوات السفياني وقوات المهدي{ع} .
وإصطخر مدينة قديمة في جنوب إيران في منطقة الأهواز ، ما زالت آثارها قرب مدينة ( مسجد سليمان ) النفطية. ويقال أن مدينة إصطخر بناها نبي الله سليمان {ع} ، وأنه كان يقضي فيها فصل الشتاء. ومسجد سليمان كانت مسجداً بناه هو للعبادة ...هناك روايتان تقول : ان إصطخر محلاً لتجمع قوات الإيرانيين ، وهي منطقة الربوات القريبة من مسجد سليمان التي تسمى بالفارسية ( كوه سفيد ) أي الجبل الأبيض.
تشير بعض الروايات إلى أن الأمر يصل إلى حد أن بعض قوات السفياني وقطعات جيشه يبايعون المهدي {ع} ينضمون إليه ، يقول الإمام الباقر{ع} ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث حتى يظهر عليها ، ثم يأتي ( مرج ) العذراء هو ومن معه ، وقد ألحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة ، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعته ..ويخرج ناس كانوا مع آل محمد{ص} إلى السفياني ، يلحقوا به ، ويخرج كل ناس إلى رايتهم. وهو يوم الأبدال ) وتكون نهاية السفياني أن يقبض عليه أحد جنود الإمام المهدي عليه السلام وينهون ذلك حياة طاغية استطاع في خمسة عشر شهراً أن يرتكب من الجرائم ما لا يستطيع أن يرتكبه غيره في سنين طويلة.
فلنتخيل ان الإمام المهدي عج يزور ارض البقيع ليسلم على أمه الزهراء..هي خاطرة لكاتب يصور الإمام يزور قبور أهله وهناك بعد زيارة جده رسول الله {ص} يخرج يبحث عن قبر الزهراء {ع} هي خاطرة ..
يقول {ع} دخلت إلى الروضة المباركة..سلمت على جدي رسول الله {ص} وذهبت ابحث عن أمي الزهراء..بحثت عنها في كل جانب ..فلم أجدها..قلت في نفسي أين أنت يا أماه ..فسمعتها تناديني..بني مهدي..ها أنا هنا.. شاهدتها مهضومة مظلومة أجهدت من كثرة العناء والبكاء ..سألتها لما أنت هنا..فأشارت بيدها ناحية الشام.. و قالت قلبي على قبر وزوار ابنتي زينب لم يكتفوا بسبيها فأرادوا النيل منها ثانية..كنت أرى العباس عندها..و معه أقمار شيعتي..لكني أراهم القمر يهوي تلو القمر..بني مهدي.. اقسم عليك بحق كسرة ضلعي..بوجعي خلف ذاك الباب..بأحزاني عند فقدي كل عزيز..أن سدد لشيعتي الطريق و انر دروبهم فهم حماتنا.. ونحن نقول :....والله يا زهراء..بحق طبرة علي..و كبد الحسن..و نحر الحسين..و بحق كفي ابي الفضل العباس .. وبحق كل الدماء التي سالت من كربلاء إلى الآن ... لن تسبى زينب ...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــ وكان لسان حالها يقول ....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبجي على أولادي ضحايا بشهر عاشور .. وانصب مأتم حزن في وسك الكبور ... ونسيت ,,, ضلعي الذي بالباب مكسور .... وأعظم مصيبة يا خلك مصيبة حسين ...
لا تحسبوني للرضا في طوس ما جيت ... ولا الى بغداد ما رحت وتعنيت ... كلهم عليهم نوحت والجيب شكيت , اللي اندفن يمي واللي بعيدين ...
منهم بسامرا ومنهم في خراسان ... ومنهم بارض طيبة ومنهم بارض كوفان .. واعظم عليه مصيبة المذبوح عطشان ..حسين وين اللي يساعدني على حسين ...
وين اتلذي يساعدني بدمعته , على ابني الذي حزوا ركبته ... وضلت ثلث تيام جثته ... اويلاه يا ابني الما حضرته ... ولا غسلت جسمه ودفنته ...
الحمد لله رب العالمين
19-6-2014